عدد الرسائل : 107 العمر : 35 Localisation : مصري تاريخ التسجيل : 12/02/2007
موضوع: الغزو التونسي لملاعبنا... مفيد أم ضار!! الخميس فبراير 15, 2007 12:50 pm
رغم أننا وتونس من دول شمال إفريقيا، إلا أن العلاقات ظلت لفترات طويلة متوترة خاصة بين الجماهير واللاعبين، وأضاعت البطولات الكثيرة من بين أيدينا.
فهم يعلمون كيف يفقدوننا كمصريين أعصابنا وألقابنا، للدرجة التي أصبحت تونس "بعباً" للفرق المصرية لفترات طويلة حتى جاءت السنوات السمان التي انطلقت الكرة المصرية تحلق في سماء أفريقيا بشكل أذهل العالم خاصة في ظل تمثيل الأهلي لقارته ببطولة العالم للأندية باليابان 2005 ، 2006 وفوزه ببرونزية العالم.
ومع هذه الطفرة بدأت الأندية المصرية في التقرب من شقيقتها تونس، بل والاعتماد علي بعض لاعبيها لتدعيم الصفوف، وكان لأندية القمة ( الأهلي والزمالك ) السبق في هذه المغامرة خاصة الأهلي الذي تعاقد مع أنيس بوجلبان لاعب الصفاقسي التونسي والزمالك الذي تعاقد مع وسام العابدي مدافع الصفاقسي أيضا ومن قبله يامن بن ذكري مدافع الأفريقي التونسي ليصبح بمصر ثلاثة لاعبين توانسة وفي المقابل لا يوجد لاعب مصري محترف في تونس.
والسؤال الآن هل يمكن أن يكون للغزو التونسي للملاعب المصرية أثره علي لاعبينا والناشئين أم أن الموضوع لا يعدو في كونه عن عالم الاحتراف الذي لا يعترف بحدود وفواصل.
Yallakora.com بحث في هذا الموضوع من خلال التحقيق التالي:
في البداية يؤكد الدكتور عمرو أبو المجد الخبير الكروي أن اتجاه الأندية المصرية للاعبي شمال أفريقيا قد تأخر كثيرا لاسيما وان المتاح من اللاعبين في الآونة الأخيرة داخل القارة السمراء للاعبي الصف الثاني والثالث بعد الانفتاح الكبير لهذه الدول على أوربا وأنديتها العريقة أمثال ريال مدريد وبرشلونة وميلان واليوفي ومانشيستر والارسنال والتي استطاعت استيعاب لاعبي دول المغرب والجزائر وتونس الذين يمتلكون خبرات فنية عالية يمكن الاستفادة في مصر منها بجانب سرعة الانسجام والتألق التي يمكن أن تستفيد منها أندية مصر في ظل انسجام ولغة واحدة وتقاليد متشابهة وهذا يعود بالنفع علي قوة الدوري المصري .
ويتفق فاروق جعفر - المدير الفني للفريق الأول لنادي الترسانة مع سابقه في التأكيد على أهمية الاحتكاك وفتح باب استقدام لاعبين من شمال أفريقيا نظرا للتشابه في الكثير من الأمور الفنية ويؤكد روقة أن الاحتكاك مع اللاعبين التوانسة سيضيف بالتأكيد للكرة المصرية خاصة في ظل افتقادنا دائما لمرحلة ضبط النفس في لقاءاتنا الدائمة معهم مما كان يفقدنا البطولات الهامة رغم أننا الأفضل والأحسن انتشارا ولكن الأقل أعصابا.
ويضيف فاروق أن سعي لاعبي تونس للاحتراف في مصر يرجع لعدة أمور فنية من أبر زها قوة الدوري المصري وشعبيته الطاغية في الوطن العربي والتي جعلت العديد من القنوات تتسابق لشراء حق بثه بالإضافة إلى أن اللاعبين أنفسهم يرون فيه أنه بداية لاحترافهم في دول أخري خليجية أوربية .
ويشير المدير الفني للترسانة إلى حقيقة أن الاشتراك الدائم بين مصر وتونس في البطولات العربية والأفريقية جعل هناك مساحة تفاهم وانسجام مما سهل عمليات التعاقد مع اللاعبين الذين رحبوا بالمجيء إلى مصر للعب لأنديتهم الكبيرة ولذلك فأنت مجرد خروجنا من حيز التعاقد مع لاعبي الدوري الداخليين إلى استقطاب لاعبين من الوطن العربي سيسهم بلا شك في تدعيم الدوري وإعطاءه قوة لان كل لاعب يتمني إظهار مهاراته التي يمكن أن تسوقه عالميا من خلال وسطائهم وهذا بالطبع يعود بالنفع علي الأندية والدوري بشكل عام.
ولأن لكل وجهة نظر مؤيدين ومعارضين فكان لنا أن نتعرف علي الرأي المعارض والذي يمثله حلمي طولان المدير الفني السابق لفريق حرس الحدود والذي يعتبر أنها ظاهرة سلبية لأن اللاعبين المصريين الآن أصبحوا في فورمة عالية جدا وبالتالي كان من الأولى أن ندعمهم بمن هو أقوى منهم للاستفادة وليس الأقل.
فمثلا الأهلي تعاقد مع أنيس بوجلبان لاعب خط الوسط رغم اكتظاظ هذه المنطقة بلاعبين أكفاء أمثال حسن مصطفي ومحمد شوقي وحسام عاشور بالإضافة إلى أكوتي فكيف سيعبر بوجلبان عن نفسه في ظل هذا التكدس الكبير للاعبين، لكن في الوقت ذاته يمكن أن نبرر للزمالك تعاقده مع العابدي في ظل تدهور دفاعاته وهزيمته في خمس مباريات للان مما كانت الحاجة لدعمها بالعابدي رغم انه سبق وان تعاقد مع يامن بن ذكري الذي لم يستفيد الفريق مطلقا وبالتالي أصبح عاله عليهم رغم أن التعاقد مع لاعب خارجي ينطوي علي دعم الخط المضاف إليه وليس إضعافه.
ويرفض طولان نغمة أن التعاقد مع لاعبي تونس سيفيد الأندية وذلك لوضوح مكانة مصر حاليا فالمنتخب فاز بكأس الأمم الأفريقية 2006 بجدارة والأهلي فاز على الصفاقسي بلاعبيه وأحرز برونزية العالم للأندية ومقبل على السوبر الأفريقي وكل هذا بجهود مصرية وبالتالي فإن مجرد الموافقة على فتح باب احتراف لاعبي تونس عندنا يقلل من إمكانياتنا خاصة وان بوجلبان مثلا تخطى حاجز الــ30 سنة فما هو الذي سيضيفه لفريق الأهلي العالمي !
ويلفت الكابتن حسن الشاذلي مدير قطاع الناشئين بنادي الترسانة إلى نقطة هامة تتعلق بالناشئين وهي أن مجرد التعاقد مع لاعبين كبار بهدف تدعيم الصفوف هو قتل لقاعدة الناشئين في الأندية وإهداراً لمال الأندية التي بدأت تنفق ببذخ على شراء لاعبين تعدوا السن المناسب للبيع والشراء وبيع لاعبيهم الناشئين بأبخس الأثمان لأندية أخرى ومع ظهور اللاعب بمستوى عال يرجع النادي ويشتريه بملايين وكل هذا من اجل النظر تحت الأقدام فقط.
ويضيف الشاذلي أن أندية القمة بدأت تسعى لحشد قوتها للفوز بالدوري دون النظر للاعبيهم الصغار التي ظهر منها نجوما فقط العادة منهم حسن مصطفي وأحمد عادل في الأهلي وأحمد غانم سلطان في الزمالك وغيرهم من لاعبي الأقاليم الذي فرطت أنديتهم فيها ثم عادوا لشرائهم بعد ذلك.
وأشار الشاذلي، نجم الشواكيش في الخمسينات والستينات، إلى خطورة الوضع القائم في أندية الدوري حيث أن مسلسل إهدار اللاعبين واللجوء لشراء لاعبين كبار أنها ستعود بالضرر لأنه خلال خمسة إلى ستة أعوام ستجد الأندية الكبرى أن الناشئين فيها غير موجودين وأنهم فرطوا فيهم مجانا.
ويقدم الشاذلي روشته خاصة بأنه لا يمانع في تعاقد الأندية مع أي لاعب مصري كان أو تونسي أو أي جنسية أخرى بشرط احتياجه الفعلي له وليس للمنظرة أو خطفه من المنافس التقليدي، كما انه يرفض مبدأ أن الدوري الأسباني والإنجليزي قوي لوجود لاعبين كبار والدليل على ذلك أن منتخبات هذه البلاد لم تتعد حدود دور الــ8 في المونديال باستثناء مونديال 1966 الذي فازت به انجلترا لكن مونديال 1982 في أسبانيا وخسرته وخرجت من الأدوار الأولى ومعني هذا أن هؤلاء اللاعبين يفيدون منتخباتهم وليس منتخبات البلاد التي يلعبون على أراضيها.
ويحذر الشاذلي أننا سنخسر الكثير مما حققناه في السنوات الأخيرة من أمجاد كروية إذا استمرت الأندية المصرية تتعاقد مع لاعبين ليست في حاجه إليهم.